الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات

لم يعد كافيًا أن تركز المؤسسات فقط على النمو والتطوير، بل أصبح من الضروري أن تكون مستعدة للمخاطر والأزمات التي قد تواجهها في أي وقت. ورغم أن المصطلحين "إدارة المخاطر" و"إدارة الأزمات" يبدوان متشابهين، إلا أن لكل منهما طبيعة وأهداف مختلفة، وفهم الفرق بينهما أمر أساسي لأي منظمة تطمح للاستمرارية والنجاح.

كلاهما يُعدّان من المهارات الحيوية المطلوبة في سوق العمل، وخاصةً للعاملين في إدارة المشاريع، حيث يحتاج المحترف لأن يكون قادرًا على التنبؤ بالمخاطر قبل حدوثها، وفي نفس الوقت مستعدًا للتعامل مع الأزمات المفاجئة بكفاءة. في هذا المقال سنعرض لك باختصار الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات وأهمية دمج المهارتين لتحقيق استقرار ومرونة أكبر للمؤسسات.

الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات  

لفهم الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات، سنقارن بينهما مقارنة بسيطة في عدة جوانب هامة:

  1.  النطاق والتأثير: إدارة المخاطرهي استباقية، تركز على التهديدات المحتملة التي قد تواجه المؤسسة مستقبلًا، وتهدف لتقليل فرص حدوثها و في إدارة الأزمات تكون علاجية، تتعامل مع أحداث طارئة وقعت بالفعل، وغالبًا تكون ذات تأثير مباشر وكبير.
  2. الاستجابة والتعامل: إدارة المخاطر تعتمد على خطط طويلة المدى مبنية على التحليل والتوقع، مثل التأمين أو خطط الطوارئ و في إدارة الأزمات تركز على استجابات عاجلة وسريعة للسيطرة على الوضع الحالي، مثل تشكيل فرق طوارئ وخطط تواصل مع أصحاب المصلحة.
  3. الطبيعة الزمنية: إدارة المخاطرهي عملية مستمرة ومتكاملة مع التخطيط اليومي للمؤسسة لكن إدارة الأزمات: آنية ومحددة بزمن الأزمة، حيث ينتهي دورها بانتهاء الموقف الطارئ.
  4. التخطيط والتحضير: إدارة المخاطرهي جزء استراتيجي من عمل المؤسسة بشكل دائم، يشمل مراقبة وتحديث مستمر للخطط لكن في إدارة الأزمات يركز على التحضير لما هو غير متوقع، عبر وجود خطط طوارئ قابلة للتنفيذ فورًا عند الحاجة.
  5. النتائج والتأثير: إدارة المخاطر تهدف لبناء مؤسسة أكثر مرونة، قادرة على التكيف واتخاذ قرارات أفضل لكن إدارة الأزمات تسعى لتقليل الخسائر، الحفاظ على السمعة، واستعادة الاستقرار بسرعة.

أهمية إدارة المخاطر والأزمات في بيئة العمل

تكمن أهمية ادارة الازمات والمخاطر في بيئة العمل في التالي:

  1. ضمان استمرارية الأعمال: تُتيح إدارة المخاطر وضع خطط وقائية تُقلل من احتمالات تعطّل العمليات. وفي حال حدوث أزمة، تُمكن خطط إدارة الأزمات من المحافظة على الأعمال الحيوية دون انقطاع.
  2. تعزيز الثقة والامتثال: من خلال تحديد المخاطر والحد من آثارها، تكتسب المؤسسة سمعة موثوقة، وتُظهر التزامًا بالقوانين والمعايير، ما يقلل التهديدات القانونية ويحمي السمعة.
  3. الحفاظ على سمعة المؤسسة: تساعد الاستجابة السريعة والمنظمة خلال أزمة على حماية الصورة العامة للشركة، وتجنب تدهور الثقة من العملاء والشركاء.
  4. الكفاءة في إدارة الموارد: تقدّم إدارة المخاطر إطارًا للتخطيط الاستراتيجي وتوجيه الموارد نحو الأولويات، فتُصبح الاستثمارات أكثر فعالية والأعمال أكثر استقرارًا.
  5. تعزيز الابتكار والتطوير: مع فهم المخاطر وإدارتها، يمكن للمؤسسات استكشاف فرص جديدة بجرأة، لانخفاض شعور الخوف من الفشل، بينما تأخذ الاحتياطات اللازمة.

تعريف إدارة المخاطر

في بداية حديثنا عن الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات علينا تعريف كل منهما، ونبدأ بإدارة المخاطر لنوضح  ماهي ادارة المخاطر و هي أنها عملية توقع المشكلات المحتملة قبل حدوثها، ووضع خطط للتعامل معها وتقليل تأثيرها على المؤسسة.
الهدف منها هو التقليل من الخسائر وزيادة فرص النجاح، سواء كانت المخاطر مالية، تقنية، أو تشغيلية.

أمثلة عملية:

  • شركة تستخدم التأمين لحماية أصولها.
  • مؤسسة مالية تراقب السوق لتجنب الأزمات.
  • منظمة تضع خطط طوارئ لتأمين بياناتها ضد الهجمات الإلكترونية.

يمكننا القول باختصار أن إدارة المخاطر ليست رد فعل، بل خطوة استباقية لحماية المستقبل وضمان الاستقرار.

ما هي إدارة الأزمات؟

 هي عملية التعامل مع أحداث طارئة أو مفاجئة قد تهدد استقرار المؤسسة أو سمعتها أو سلامة موظفيها. وهي تختلف عن إدارة المخاطر لأنها تركز على الاستجابة الفورية بعد وقوع الأزمة، مثل الكوارث الطبيعية، الأزمات المالية، أو هجمات إلكترونية كبيرة.

الهدف من إدارة الأزمات:

  • حماية الأفراد والممتلكات.
  • ضمان استمرارية العمل.
  • تقليل الأضرار على سمعة المؤسسة.
  • استعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن.

مثال عملي:
إذا تعرضت شركة لهجوم سيبراني مفاجئ، فهنا دور إدارة الأزمات هو التحرك السريع لعزل المشكلة، حماية البيانات، والتواصل مع العملاء لاحتواء الموقف وهذا يعني أن إدارة الأزمات تعني القدرة على الاستجابة الذكية والفعّالة عند وقوع مشكلة كبيرة غير متوقعة.

وظائف ادارة المخاطر والازمات

لا يُمكننا الحديث عن الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات دون التطرق للحديث عن وظائف ادارة المخاطر والازمات وأهميتها في أي مؤسسة.

 تتعدد المسميات الوظيفية لمسؤول إدارة المخاطر في الشركات، حيث يمكن أن يتخذ المسؤول عن هذه المهام عدة ألقاب حسب هيكل المنظمة. من أبرز المسميات الوظيفية في هذا المجال:

  • مدير إدارة المخاطر (Risk Manager)
  • أخصائي إدارة المخاطر (Risk Specialist)
  • رئيس قسم المخاطر (Head of Risk Department)
  • مستشار إدارة المخاطر (Risk Consultant)

أما بالنسبة لمسؤول إدارة الأزمات، فالمسميات الوظيفية التي يتولاها المسؤولون تختلف وفقًا لحجم المؤسسة وطبيعة عملها. أبرز المسميات الوظيفية تشمل:

  • مدير إدارة الأزمات (Crisis Manager)
  • أخصائي إدارة الأزمات (Crisis Specialist)
  • رئيس قسم الأزمات (Head of Crisis Management)
  • منسق إدارة الأزمات (Crisis Coordinator)

مهام وظائف ادارة المخاطر والازمات

يتولى مسؤول إدارة المخاطر عدة مهام حيوية بالشركة تهدف إلى مراقبة المخاطر بشكل مستمر وتحديث الخطط لتلبية التغيرات الجديدة. وتشمل مسؤوليات مدير إدارة المخاطر عدة مهام هي:

  • تحديد وتحليل المخاطر: تحديد المخاطر المحتملة التي قد تواجه الشركة (مالية، تقنية، تشغيلية).
  • تقييم المخاطر: قياس احتمالية حدوث المخاطر ومدى تأثيرها على المؤسسة.
  • وضع استراتيجيات للتعامل مع المخاطر: وضع خطط طوارئ، التأمين، أو السياسات التشغيلية المناسبة لتقليل المخاطر.
  • مراقبة المخاطر بشكل مستمر: متابعة المخاطر وتحديث الخطط لتلبية التغيرات الجديدة.
  • التدريب والتوعية: تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع المخاطر المحتملة لضمان جاهزيتهم.

أما عن مهام مدير إدارة الأزمات فهو يتولى مسؤولية ما يلي:

  • الاستجابة السريعة للأزمات: تشكيل فرق الطوارئ والتنسيق الفوري للتعامل مع الأزمات الطارئة.
  • تطوير وتنفيذ خطط الطوارئ: وضع خطط قابلة للتنفيذ فور حدوث الأزمة.
  • التواصل الفعّال مع الجهات المعنية: ضمان التواصل مع العملاء والشركاء لحماية سمعة المؤسسة.
  • استعادة الاستقرار بسرعة: العمل على استعادة الوضع الطبيعي بأسرع وقت ممكن.
  • تقييم الأداء بعد الأزمة: تحليل التجربة بعد الأزمة لتحسين استجابة المؤسسة في المستقبل.

و يمكنك التعرف علي المزيد في دورة ادارة المخاطر في الرياض.

العلاقة بين ادارة الازمات والمخاطر

رغم اختلاف طبيعة كل منهما، إلا أن ادارة الازمات والمخاطر يعملان معًا لتحقيق هدف واحد وهو حماية المؤسسة وضمان استمراريتها، حيث يعمل كل من يشغل وظائف ادارة المخاطر والازمات على:

  • وجود خطة لإدارة المخاطر يُساعد على توقع التحديات وتقليل احتمالية حدوث أزمات مفاجئة، أو على الأقل التخفيف من حدتها عند وقوعها.
  • إدارة الأزمات بدورها تكمل دور إدارة المخاطر من خلال التعامل المباشر والسريع مع الأحداث الحرجة التي لم يكن بالإمكان منعها.
  • كلاهما يعتمد على التخطيط الاستراتيجي، استخدام البيانات والتحليلات، والتواصل الفعّال مع أصحاب المصلحة لضمان استجابات مدروسة.
  • كما يتطلبان تعاون الفرق المختلفة داخل المؤسسة، إضافةً إلى عملية مراجعة مستمرة للتعلم من التجارب السابقة وتحسين الأداء المستقبلي.

وبالتالي، يمكن القول إن إدارة المخاطر تُشكل خط الدفاع الأول، بينما تمثل إدارة الأزمات خط المواجهة عند وقوع التحديات.

ملخص الفرق بين ادارة الازمات والمخاطر

ربما يوضح كل ما سبق الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات بشكل مفصل،ولكن لو أردنا تلخيص أبرز الفروقات بين الإدارتين في جدول منظم سنجد أنها تتمثل فيما يلي:

الجانب

إدارة المخاطر

إدارة الأزمات

النطاق والتأثير

استباقية، تركز على التهديدات المحتملة في المستقبل.

علاجية، تتعامل مع الأحداث الطارئة التي وقعت بالفعل.

الاستجابة والتعامل

تعتمد على خطط طويلة المدى مبنية على التحليل والتوقع.

تركز على استجابات عاجلة وسريعة للتعامل مع الموقف الحالي.

الطبيعة الزمنية

عملية مستمرة ومتكاملة مع التخطيط اليومي.

آنية ومحددة بزمن الأزمة، وتنتهي بانتهاء الموقف الطارئ.

التخطيط والتحضير

جزء استراتيجي من العمل المستمر للمؤسسة، يشمل مراقبة وتحديث مستمر.

يركز على التحضير لما هو غير متوقع عبر وجود خطط طوارئ قابلة للتنفيذ فورًا.

النتائج والتأثير

تهدف لبناء مؤسسة أكثر مرونة وقادرة على التكيف.

تسعى لتقليل الخسائر والحفاظ على سمعة المؤسسة واستعادة الاستقرار بسرعة.

في نهاية مقالنا عن الفرق بين ادارة المخاطر وادارة الازمات، يمكننا القول أن إدارة المخاطر تركز على التوقع والوقاية، بينما إدارة الأزمات تهتم بـ الاستجابة الفورية والتعامل مع الواقع. ورغم اختلاف دور كل من ادارة الازمات والمخاطر، إلا أن المؤسسات الناجحة لا تستغني عن ادارة الازمات والمخاطر، بل تحتاج إلى تكاملهما معًا لضمان استقرار أعمالها وقدرتها على مواجهة التحديات بثقة وفعالية و يمكنك التعرف علي المزيد من خلال الدبلومات المعتمدة في السعودية.

الأسئلة الشائعة

ما هي مهام مسؤول إدارة المخاطر؟

تتمثل مهامه في تحديد المخاطر المحتملة، تحليلها، وضع خطط للتقليل من تأثيرها، ومتابعة تنفيذ الإجراءات الوقائية لحماية المؤسسة.

ما هي أهم قواعد إدارة المخاطر؟

أبرز القواعد: التعرف المبكر على المخاطر، التقييم الدقيق، وضع خطط استباقية، المتابعة المستمرة، والتحديث عند ظهور مستجدات.

ابقى على تواصل

مدونات ذات صلة