في خطوة جديدة تعكس الاهتمام المتزايد برفع كفاءة الكوادر البشرية في المملكة، أعلن معهد التطوير الكلي للتدريب عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية مع جامعة الطائف تهدف إلى تطوير وتأهيل الكوادر الأكاديمية والإدارية داخل الجامعة، من خلال برامج تدريبية متخصصة تلبي الاحتياجات الفعلية للجامعة وتواكب التحولات التي يشهدها قطاع التعليم العالي في المملكة.

يأتي هذا التعاون ضمن رؤية مشتركة تجمع بين معهد التطوير الكلي للتدريب، بصفته أحد أكثر المعاهد خبرة في التدريب والتأهيل، وبين جامعة الطائف التي تعد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة. ويستهدف البرنامج المقرر تنفيذه تعزيز قدرات منسوبي الجامعة في مجالات متعددة تشمل القيادة، والإدارة، والتحول الرقمي، وتطوير المهارات الشخصية، إضافة إلى تخصصات تقنية مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

 تتضمن الاتفاقية تصميم وتنفيذ حزم تدريبية متكاملة تم إعدادها بعد دراسة دقيقة لاحتياجات جامعة الطائف. وسيشمل التدريب برامج تطوير القيادات الأكاديمية، ورش عمل للمهارات الإدارية الحديثة، برامج تقنية متقدمة، إضافة إلى مسارات خاصة ببناء القدرات الشخصية والمهارات الناعمة التي تساعد منسوبي الجامعة على التواصل الفعّال وإدارة فرق العمل بكفاءة.

كما تركز الاتفاقية على تقديم التدريب بأسلوب تفاعلي قائم على المشاركة الفعلية والتطبيق العملي، وليس فقط الجانب النظري. وسيستفيد المتدربون من محتوى تدريبي متطور يتوافق مع أحدث الممارسات العالمية، إلى جانب مدربين معتمدين يتمتعون بخبرات محلية ودولية واسعة.

 يسعى معهد التطوير الكلي للتدريب وجامعة الطائف من خلال هذه الشراكة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها:

  • رفع كفاءة الكوادر الأكاديمية والإدارية.
  • دعم الجامعة في رحلتها للتحول الرقمي ومواكبة متطلبات المستقبل.
  • توفير برامج تدريبية متخصصة تسهم في تحسين جودة الأداء.
  • تعزيز دور الجامعة كمؤسسة تعليمية رائدة تخدم المجتمع وتدعم سوق العمل.

أكد ممثلو الجانبين أن هذه الاتفاقية ليست مجرد تعاون تقليدي، بل تمثل استثمارًا استراتيجيًا في بناء الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية. فالتدريب الذي سيقدمه معهد التطوير الكلي للتدريب يستهدف تزويد منسوبي جامعة الطائف بالمعارف والمهارات التي تساعدهم على مواجهة التحديات المتسارعة في التعليم، والقدرة على قيادة التغيير داخل بيئة أكاديمية متطورة.

وأشار ممثل معهد التطوير الكلي للتدريب إلى أن هذا التعاون يأتي ضمن سلسلة من الشراكات التي يعقدها المعهد مع مؤسسات تعليمية وجهات حكومية وخاصة في المملكة، وهو ما يعكس التزامه برسالته في تمكين الكفاءات الوطنية وتزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة للتميز.

من جهتها، رحبت إدارة جامعة الطائف بهذه الخطوة، مؤكدة أن الاتفاقية ستعزز جهود الجامعة في تقديم تعليم نوعي، ودعم مسيرة التطوير التي تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة في ما يتعلق بتطوير رأس المال البشري وبناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا.

أمن المتوقع أن ينعكس هذا التعاون على تحسين بيئة العمل داخل جامعة الطائف من خلال رفع مستوى الأداء، وتزويد القيادات الأكاديمية والإدارية بأدوات جديدة لإدارة التغيير بكفاءة. كما ستسهم البرامج التقنية المتخصصة في تعزيز قدرات الجامعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي، وهو ما يدعم توجهها نحو الابتكار وتبني أحدث الحلول التكنولوجية.

وبحسب الخطة الموضوعة، سيتم تنفيذ البرامج التدريبية على مراحل متتالية، مع قياس أثرها وتقييمها بشكل مستمر لضمان تحقيق أفضل النتائج. كما سيتم توفير متابعة ودعم للمتدربين بعد انتهاء البرامج، بما يساعد على استدامة الفوائد وتطبيق ما تعلموه في واقع عملهم اليومي.

بهذه الخطوة، يضع معهد التطوير الكلي للتدريب وجامعة الطائف حجر أساس لشراكة جديدة تقوم على الاستثمار في رأس المال البشري كخيار استراتيجي لمستقبل أكثر تطورًا. وهي شراكة لا تتوقف عند حدود التدريب فقط، بل تمتد لتكون رافدًا لبناء بيئة تعليمية متكاملة تسهم في دعم التنمية الوطنية، وتجعل من جامعة الطائف نموذجًا للجامعات السعودية الساعية إلى التميز والريادة.

ابقى على تواصل